Pr : Belkacem Amenzou
توفق الأساتذة من الناحية التواصلية بشكل لافت على الوزارة الوصية، والحكومة، والناطق الرسمي باسمها، وهبة “وهبها” -نسبة إلى وهبي- في مسلسل المفاوضات الرامية إلى حل أزمة الإضرابات المتواصلة لأكثر من شهرين متتابعين.
هكذا إذن تابع الجميع كيف صارت الأمور منذ أن صدر مرسوم النظام الأساسي لشغيلة التعليم، وكيف يتابع الجميع أطوار هذه المعركة التواصلية الحامية الوطيس التي تدور رحاها بين التنسيقيات والوزارة الوصية في الواقع، والمواقع الإلكترونية، وعلى صفحات الإنترنت، حيث تعمل كل جهة بكل وسائلها وأساليبها على إقناع الرأي العام الواقعي والافتراضي .
بدأت الحكومة مناوراتها التواصلية بتجاهل المعنيين بالأمر، مع الترويج إعلاميا بأسطوانة خدمة أجندات سياسية لعزلهم في الواقع؛ من أجل خلق صراع بينهم وبين جمعيات الآباء، ثم خرج أعضاء حكوميون بلغة التهديد لدعم نفس التوجه، قبل أن تصل الحكومة إلى محطة النقابات لتوقيع اتفاق سمي ب”التاريخي” ليذكر الجميع بالاتفاقات السابقة التي سميت كذلك بالتاريخية، وقد كانت فعلا تاريخية في عدم تطبيقها على أرض الواقع.
والأدهى من ذلك هو أن صورة التوقيع الرسمي على الاتفاق المعلوم سلطت الضوء على ريع النقابات حيث كان الموقعون النقابيون غير مزاولين.
ريع النقابات وطريقة التسويق الإعلامي للاتفاق بالتركيز على مبلغ 1500 درهم، قابله جواب الأساتذة بتقنية تواصلية ذكية وفعالة بالحديث عن 25 درهم لليوم، كأنهم مياومون، كما أن حضور وزير التشغيل واستعمال مصطلح “الموارد البشرية” في النظام الأساسي المعلوم أعطى صورة واضحة لسياسة الحكومة وتوجهاتها.
والآن يصل مسلسل المفاوضات إلى لقاء الحكومة مع نقابة واحدة بوفد يضم ممثلي التنسيقيات؛ لتجويد الاتفاق الذي سمي بالتاريخي، ليكون سابقة في التاريخ.