Collège CSM Montréal Collège CSM

المغرب أم فلسطين.. لقد احترت

Par : Ibrahim Hariri

Vues d'Afrique

أجدني في موقع لا يحسد عليه، كيف أختار؟ ماذا أختار؟

غزة ُتباد.

السمارة تُضرب بصواريخ غراد.

من يسبق الآخر: الشعور الوطني أم الشعور الإنساني، القومي والديني وقد تم تجميعه في مكان واحد، في عنوان واحد : غزة.

سبب هذا الالتباس هو التَّماس بين مكونين أساسيين في هذا الصراع : إسرائيل وحزب الله ومن ورائه إيران.

موقف حزب الله من الصراع في غزة مشرِّف.

موقف إيران أيضا.

في الحد الفاصل ما بين الانخراط التام وعدم الاندفاع، يبقى موقف حزب الله وموقف إيران مشرفان.

وفي المقابل،

هناك الصحراء المغربية،

هناك البوليساريو،

هناك حزب الله ومن ورائه، أيضا، إيران.

لم أومن أبدا بتلك المقولة الاختزالية : تازة قبل غزة.

بالنسبة لي، المغرب دولة.

دولة المغرب تجعل ضمن أولوياتها، بشكل متزامن، كل من تازة وغزة و…

من هذا المنطلق، كنت متحفظا على الطريقة المغربية في التطبيع.

كان تطبيعا كليا، انخرط فيه الجميع، دولة وسياسيين، رجال أعمال ومجتمع علمي (كليات وجامعات) ومجتمع مدني أيضا.

رأيي المتواضع الذي قلما شاركته في العلن، يقول :

ما تقوم به الدولة لأسبابها، لا يلزمني كشخص.

هكذا لا أعارض الدولة في اختياراتها وأبقى وفيا أنا لاختياراتي.

السلام البارد، على الطريقة المصرية والأردنية…

في مقابل السلام البارد، وددت لو اخرنا حربا باردة مع إيران.

نحتفظ بقنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة.

ومن خلالها نحتفظ بعلاقات جيدة مع حزب الله.

هراء.

إسرائيل كانت تبحث عن قطع علاقات المغرب مع المشرق عموما،

هذا موضوع طويل جدا،

وإيران كانت تبحث عن دولة تابعة.

ما يقع في غزة جريمة مروعة وإبادة علنية للشعب الفلسطيني في غزة على يد إسرائيل.

ما وقع في السمارة عملية إرهابية تقف خلفها أياد جزائرية إيرانية ومن حزب الله.

على الأقل هذا ما تقوله بعض التقارير الاستخباراتية الغربية والمغربية أيضا.

يجب ألا يغرب عن بالنا أن استراتيجية إسرائيل هي قطع كل العلاقات الممكنة للمغرب بجذوره المشرقية.

البعض يلعب هذه اللعبة الإسرائيلية وهو يقامر برمزية أساسية لنظام الحكم الشريف للملكية المغربية.

هؤلاء البعض صرحوا ولمحوا وعلنا أعلنوا بأنهم إسرائيليون.

في المقابل، أدوات إيران في المغرب يشككون في كل السردية المغربية للعلاقات الممكنة بين حزب اله وإيران مع ميليشيات البوليساريو.

هؤلاء أعلنوا جهارا نهارا بأنهم يصدقون الرواية الإيرانية ويكذبون السردية المغربية.

غزة أم السمارة الآن وهنا،

أحبهما معا : غزة والسمارة.

أستطيع أن أتهم حزب الله متى توفرت لي الأدلة وارتحت إليها ومن خلفه أتهم إيران بمحاولة ضرب استقرار المغرب أو على الأقل المشاركة في هذا المجهود الجزائري.

كما يمكنني، كما يمكن للمغرب وقد فعلها أصلا وقالها أخنوش وهو يتلو رسالة جلالة الملك في قمة الرياض الإسلامية، بأن المغرب ملتزم بالقضية الفلسطينية وبالحل الأممي اعتمادا على المبادرة العربية.

غزة والسمارة معا.

كلنا إسرائيليون..لا وألف لا.. ومن يريدها ليطلب اللجوء في تل أبيب.

نحن فلسطينيون أكثر مما نحن مغاربة.. لا وألف لا.. ومن يريدها ليرحل عنا.

نحن مغاربة أولا وأخيرا.

نحن مغاربة في المبتدأ والخاتمة.

نحن مغاربة مسلمين ويهود.

نحن مغاربة من سلالة أولئك الذين رابطوا في القدس وقد خلدهم التاريخ بحي المغاربة.

نحن مغاربة مغاربة، مغاربة حتى النخاع.

إبراهيم حريري

كاتب وصحفي

Vues d'Afrique
Vues d'Afrique