Collège CSM Montréal Collège CSM

Maroc/Séisme : مخلفات الزلزال على مستوى البنايات و احداث تغييرات قي صليب المياه ( محمد بن عبو)

Par : Mohamed Benabou

Vues d'Afrique

المهندس والخبير في المناخ والتنمية المستدامة مدير المركز العربي للبيئة محمد بنعبو

من المؤكد أن تحدث الهزات الأرضية تشققات على مستوى البنايات والمساكن والبنيات التحتية وكذا إحداث تغييرات جدرية في صبيب المياه وهو أمر وارد خلال الكوارث الطبيعية مثل الزلازل التي قد تؤدي إلى تزايد قوي في صبيب المياه في مناطق معينة كما يمكن أن يحدث تناقصا حادا كذلك في الصبيب وانغلاق بعض العيون ونضوب بعض الشلالات.
وتحدث الزلازل أضرار كبيرة جراء حدوث الهزات الأرضية على المباني في المناطق التي همتها الهزات الزلزالية، مما يتطلب استخدام نظام بناء مقاوم للزلازل فالمغرب قطع أشواط مهمة في الجانب التشريعي المتعلق بالتعمير في المناطق الزلزالية عبر إخراج قانون مضاد للزلازل.
أما بالنسبة للتأثيرات البيئية لزلزال الحوز، فباستثناء نفوق بعض الحيوانات والمواشي بالدواوير التي هدمتها الهزات الزلزالية، والتي تخلف روائح كريهة في صفوف الساكنة الناجية من هذه الكارثة الطبيعية من الممكن جدا أن نجزم أن حدوث الزلزال في لب جبال الأطلس خفف من الآثار البيئية المحتملة”.
ويسجل المغرب حصيلة ثقيلة على مستوى ضحايا الزلزال التي فاقت 2946 قتيل و5674 جريح، تبقى الكلفة البيئية لهذه الكارثة الطبيعية شبه منعدمة إذا ما استثنينا الأثر السلبي للهزات الزلزالية على بعض المنظومات البيئية الهشة على اعتبار أن أغلب هذه المناطق التي أصابتها الهزات الزلزالية تعتبر مناطق إيكولوجية بامتياز تتميز بأنشطة السياحة الإيكولوجية والتي تستقطب معظم السياح من شتى أنحاء العالم”.
ويمكن القول أن المياه تتخزن تحت الأرض عبر طبقات جيولوجية منها القديمة أو الحديثة؛ مثل الطبقات المكونة من الكلس والتي تحتوي على خزان قوي وكثيف من المياه في التي تشكل مغارات مائية تحت الأرض، هذه المغارات قد تتعرض إثر الهزات الأرضية إلى ضغط قوي يجعلها تنفجر بحيث تدفع قوة الحجر الماء المخزن تحت الماء ويأخذ مجراه فتزيد نسبة الصبيب بشكل عام وبالتالي ما يحدث هو أن صبيب بعض العيون التي جفت من الماء قد يصبح كثيفا بسبب الضغط الذي يحدث والذي يدفع الماء للخروج من المنابع الباطنية
هذا في الوقت الذي يمكن أن تؤثر ظاهرة الزلازل على جودة الماء حيث يمكن أن تتأثر المياه بفعل الزلازل خاصة في المواقع التي يكون فيها الاهتزاز قويا ومحسوسا، كما يمكن أن تتأثر مياه الآبار سلبيا إذ تتعكر بالرواسب القادمة من المسام والشقوق في الصخور التي تزود البئر بالمياه، وهي ظاهرة يمكن أن تكون مؤقتة فقط قبل أن تعود المياه إلى حالتها الطبيعية.
المخاطر الأخرى التي تكون ما بعد الزلازل تتعلق بالمياه الجوفية، لأنه نتيجة الهزات وحدوث الفوالق تتسبب في تسريب المياه الجوفية.
التسريب من الطبيعي أن يؤثر على منسوب المياه الجوفية، إضافة إلى التداعيات التي قد تقع على خزانات السدود، كما أن أجسام السدود نفسها قد تتعرض للتضرر عن طريق حدوث الشروخ حتى وإن كانت هذه الشروخ غير مرئية، بسبب الفوالق الضخمة التي قد تتكون تحت الأرض.
هذه التداعيات نتيجة التغيّر الذي يحدث في باطن الأرض، لكن مركز الزلزال قد يقع على عمق 10 أو 20 كيلومترًا، وبؤرة الزلزال تتسبب في موجات زلزالية لأعلى وأسفل.
هذه البؤرة تمتد في باطن الأرض وترسل الموجات في كل الاتجاهات، ما يؤثر على تكوين الأرض في الأسفل، وهو ما يحدث تغيرات جيولوجية كثيرة.

Vues d'Afrique
Vues d'Afrique